اتهمت مصر شركة Netflix بتحريف التاريخ من خلال اختيار امرأة سوداء لتجسيد دور الملكة كليوباترا، الشخصية التاريخية الشهيرة، في مسلسل جديد بعنوان "الملكة كليوباترا". تؤدي الممثلة أديل جيمس دور الملكة في هذا العمل الذي من المقرر إطلاقه في مايو 2023. ورغم أن Netflix قالت إن هذا الاختيار يشير إلى "الحديث المستمر حول عرق الحكام"، إلا أن الحكومة المصرية رفضت هذا القرار باعتباره "مغالطة تاريخية صارخة".
وأكدت وزارة السياحة والآثار المصرية أن الطبيعة الوثائقية للمسلسل تتطلب من المنتجين أن يكونوا دقيقين وأن يعتمدوا على الحقائق التاريخية والعلمية. يأتي هذا الخلاف في ظل جدل أوسع حول قضايا التمثيل والتنوع في الثقافة الشعبية.
ردًا على الاتهامات، أكدت وزارة السياحة والآثار المصرية أن العملات المعدنية والتماثيل التاريخية تظهر كليوباترا ببشرة فاتحة، مما يتماشى مع أصولها اليونانية المقدونية. ووصف الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ظهور كليوباترا في المسلسل بأنه "تزوير للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة". أكد أن شكواه لا تتعلق بالعنصرية العرقية بل تركز على احترام التاريخ المصري وأهميته للهوية الوطنية والسياحة في مصر.
وكانت الملكة الشهيرة، التي توجت كليوباترا السابعة وحكمت من 51 إلى 30 قبل الميلاد كآخر حاكم لها، هي السليلة المباشرة لبطليموس الأول سوتر، الحارس الشخصي للإسكندر الأكبر ومؤسس المملكة البطلمية الناطقة باليونانية. بعد وفاتها التي نوقشت كثيرًا ودراميًا - وفقًا للأسطورة الشعبية بسبب لدغة ثعبان - أصبحت مصر مستعمرة رومانية. وقال الكتاب الرومان، بما في ذلك بلوتارخ وكاسيوس ديو، المعروفين بتأريخ العالمين الروماني واليوناني خلال عهد كليوباترا، إن كليوباترا كانت ذات بشرة فاتحة ومن أصل مقدوني. وجادل علماء آخرون بأنه من الممكن أن تكون ربعها مصرية. وقالت الدكتورة سامية الميرغني، المدير العام الأسبق لمركز البحوث والحفاظ على الآثار، في بيان نقلا عن أدلة من الدراسات الأنثروبولوجية واختبارات الحمض النووي، إن “المصريين لم يحملوا ملامح أفارقة جنوب الصحراء الكبرى”.
قال زاهي حواس، أحد أبرز علماء الآثار في مصر ووزير الآثار مرتين، إنه لا يوجد دليل يثبت أن كليوباترا كانت سوداء. في بيانه، أشار حواس إلى أن التماثيل والأشكال التي تمثل والدها وشقيقها لا تظهر أي دليل على أنها كانت سوداء. وأوضح أن مصر في عهد كليوباترا كانت تحكم مملكة كوش، والتي تشمل الآن السودان وجنوب مصر، ولكن هذه الحضارة ليس لها صلة بالحضارة الفرعونية.